الفرق بين اليل والنهار، خواطر

0


ٱلسّلٱمّ عـْليگمٌ ﯙرحـّمَة ٱللـّہ ۈبٌرگـّاتہ

ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ خَلۡقِ  مستقل وَلَيۡسَ نتيجة شَيۡءٞ أخر 

الجزء ١

 لَا أظن أَنَّ أَحَدٍ  سيصدق أن ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ خُلِقَا فِي ٱلۡيَوۡمِ  الأول من أَيَّامِ ٱلۡخَٰلۡقِ ( الأحد ) 

 وَأَنَّ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ خُلِقَا  فِي ٱلۡيَوۡمِ الأخير من أَيَّامِ ٱلۡخَٰلۡقِ  (  ٱلۡجُمُعَةِ )  

 يخبرنا ٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡكَٰرِيمٞ أَنَّ ٱللَّهَ تَعَٰلَى خَلۡقِ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ قَبۡلَ
خَلۡقِ  ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ بَلِ بَيۡنَهُمَا خَمۡسَةٞ أَيَّامِ  

 يَقُولُ تَعَٰلَى [ إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩٠  ] آل عمران 

 لَقَدۡ قَرِنَ ٱللَّهُ تَعَٰلَى بَيۡنَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَبَيۡنَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ  وَقَالَ بِأَنَّهُمۡ جميعاً أٓيَٰتٖ للعاقلين 

 بَلِ إِنَّهُ تَعَٰلَى فِي ءَايَةَ غَيۡرِهَا قدم ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَِ عَلَىٰ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ 

فَقَالَ تَعَٰلَى [ إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ ٦ ] يونس 

فَلَا وجود هُنَا لذكرى ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ ءَايَةَ بالمرة 

 إِنَّ ءَايَتَيۡن ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ أعظم بِكَثِيرِ من ءَايَتَيۡنِ  ٱلشَّمۡسِ وَٱلۡقَمَرِ بَلِ إِنَّهُ تَعَٰلَى لَمۡ يَذِكُر أن ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ ءَايَةَ  أَلَا مَرَّةٗ وَاحِدَةً فِي كُلّٞ ٱلۡقُرۡءَانِ ٱلۡكَٰرِيمٞ  

 بَيۡنَمَا ذَكَرَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ كَايَةَ من آياته تعالى ٧ مَرَاتْ وَحَتَّىٰ  الَأٓيَٰةَ ٱلَّتِي قَالَ تَعَٰلَى أَنَّ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ ءَايَةَ  

 ذَكَرَ ٱللَّهُ مَعِهَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ بَلِ وقدم ذِكِر ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ  فِيهَا 

١ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَٱلۡفُلۡكِ ٱلَّتِي تَجۡرِي فِي ٱلۡبَحۡرِ بِمَا يَنفَعُ ٱلنَّاسَ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن مَّآءٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَبَثَّ فِيهَا مِن كُلِّ دَآبَّةٖ وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ وَٱلسَّحَابِ ٱلۡمُسَخَّرِ بَيۡنَ ٱلسَّمَآءِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ١٦٤ ] البقرة 

٢ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ إِنَّ فِي خَلۡقِ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَأٓيَٰتٖ لِّأُوْلِي ٱلۡأَلۡبَٰبِ ١٩٠ ] آل عمران 

٣ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ إِنَّ فِي ٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَا خَلَقَ ٱللَّهُ فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضِ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَتَّقُونَ ٦ ] يونس 

٤ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ وَجَعَلۡنَا ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ءَايَتَيۡنِۖ فَمَحَوۡنَآ ءَايَةَ ٱلَّيۡلِ وَجَعَلۡنَآ ءَايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبۡصِرَةٗ ١٢ ] الإسراء 

٥ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ وَءَايَةٞ لَّهُمُ ٱلَّيۡلُ نَسۡلَخُ مِنۡهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظۡلِمُونَ ٣٧ ] يس 

٦ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ وَمِنۡ ءَايَٰتِهِ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ وَٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرُۚ ٣٧ ] فصلت 

٧ ) - قَالَ تَعَٰلَى [ وَٱخۡتِلَٰفِ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ وَمَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ مِنَ ٱلسَّمَآءِ مِن رِّزۡقٖ فَأَحۡيَا بِهِ ٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ مَوۡتِهَا وَتَصۡرِيفِ ٱلرِّيَٰحِ ءَايَٰتٞ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ  ٥ ] الجاثية 

 هَكَذَا ذَكَرَ ٱللَّهُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ مَرَّةٗ  واحدة كَايَةَ  تلت ذِكِر ءَايَةٞ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ بَيۡنَمَا تتحدث باقي الآيات ٱلسَّبِع عَن ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ فَقَطَّ 

 بَلِ إِنَّ ٱللَّهَ تَعَٰلَى لَمۡ يَذُكُر خَلۡقَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ إلا ءَايَةٞ واحدة تقدم فِيهَا ذِكِر ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ عَلَىٰ ذِكِر  ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ 
  يَقُولُ تَعَٰلَى [ وَهُوَ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ فِي فَلَكٖ يَسۡبَحُونَ ٣٣ ] الأنبياء 


ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ خَلۡقِ  مستقل وَلَيۡسَ نَتِيجَةٌ شَيۡءٞ أُخَر 

الجزء ٢

 فَٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَيۡسَ فَقَطَّ ءَايَتَيۡن مستقلتين كَالشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرِ  بَلِ يَسْبِقَا ذِكْراً وَيَكۡثَرَاً فِي ءَايَٰتِ ٱلۡقُرۡءَانِ  

 وَكَمَآ ذَكَرَ تَعَٰلَى لِلشَّمۡسِ وَٱلۡقَمَرِ تَسْخِيرُ فَقَدۡ ذَكَرَ ذَٰلِكَ لِلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ 

 بَلِ  يَسِبَق ذِكْر تَسْخِيرُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ متقدماً عَلَىٰ ذِكْرِ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ تماما كَمَآ سَبَقَ ذِكْرِهُمَا فِي ٱلۡخَٰلۡقِ 

قَالَ تَعَٰلَى [ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ١٢ ] النحل 

 وَقَدۡ ذَكَرَ لِلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ أحوال كَتِلۡكَ ٱلَّتِي لِلشَّمۡسِ وَٱلۡقَمَرِ  سَوَآءٗ بِسَوَآءٗ 

فَقَالَ تَعَٰلَى [ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ دَآئِبَيۡنِۖ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ ٣٣ ] إبراهيم 

 بَلِ هُنَاكَ ءَايَةَ أُخْرَى وأخيرة لِهَٰذَا ٱلتَّسْخِيرُ لِلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ  وَلَٰكِن يَسِبَق ذِكْرِهُمَا ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ 

يَقُولُ تَعَٰلَى [ وَسَخَّرَ لَكُمُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ وَٱلنُّجُومُ مُسَخَّرَٰتُۢ بِأَمۡرِهِۦٓۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَأٓيَٰتٖ لِّقَوۡمٖ يَعۡقِلُونَ ١٢ ] النحل 

 وَذَكَرَ لَهُمَا جَرَى مستقل عَن جَرَى  ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ  

 قَالَ تَعَٰلَى [ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمّٗىۚ ١٣ ] فاطر 

وَقَالَ تَعَٰلَى [ يُكَوِّرُ ٱلَّيۡلَ عَلَى ٱلنَّهَارِ وَيُكَوِّرُ ٱلنَّهَارَ عَلَى ٱلَّيۡلِۖ وَسَخَّرَ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَۖ كُلّٞ يَجۡرِي لِأَجَلٖ مُّسَمًّىۗ أَلَا هُوَ ٱلۡعَزِيزُ ٱلۡغَفَّٰرُ ٥ ] الزمر 

 وقص ٱللَّهُ  تَعَٰلَى علينا فِي ٱلۡقُرۡءَانِ حالات خاصة لِلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ لَيۡسَت لِلشَّمۡسِ وَٱلۡقَمَرِ 

قَالَ تَعَٰالَى [ يُقَلِّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَۚ إِنَّ فِي ذَٰلِكَ لَعِبۡرَةٗ لِّأُوْلِي ٱلۡأَبۡصَٰرِ ٤٤ ] النور 

وَقَالَ  تَعَٰالَى [ إِنَّ رَبَّكُمُ ٱللَّهُ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ فِي سِتَّةِ أَيَّامٖ ثُمَّ ٱسۡتَوَىٰ عَلَى ٱلۡعَرۡشِۖ يُغۡشِي ٱلَّيۡلَ ٱلنَّهَارَ يَطۡلُبُهُۥ حَثِيثٗا وَٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ وَٱلنُّجُومَ مُسَخَّرَٰتِۢ بِأَمۡرِهِۦٓۗ أَلَا لَهُ ٱلۡخَلۡقُ وَٱلۡأَمۡرُۗ تَبَارَكَ ٱللَّهُ رَبُّ ٱلۡعَٰلَمِينَ ٥٤ ] الأعراف 

وَقَالَ تَعَٰالَى [ ذَٰلِكَ بِأَنَّ ٱللَّهَ يُولِجُ ٱلَّيۡلَ فِي ٱلنَّهَارِ وَيُولِجُ ٱلنَّهَارَ فِي ٱلَّيۡلِ وَأَنَّ ٱللَّهَ سَمِيعُۢ بَصِيرٞ ٦١ ] الحج 


ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ خَلۡقِ  مستقل وَلَيۡسَ نَتِيجَةٌ شَيۡءٞ أُخَر  

الجزء ٣ 

 وَقَدۡ  أخبر ٱلۡقُرۡءَانُ فِي أَكۡثَرَ من ءَايَةَ أن الله تَعَٰلَى خَلۡقَ 
ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ قَبۡلَ أن يَخۡلُق ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ 

 بَلِ فِي كُلِّ الكتب السماوية ولَا تَزَالَ التَّوْرَاةَ ٱلَّتِي بأيدي ٱلنَّاسِ الآن تَشْهَدْ عَلَىٰ ذَٰلِكَ ومن أَوَّل ءَايَةَ فِيهَا 

 يَقُولُ تَعَٰلَى فِي سُورَةٌ النازعات ٱلَّتِي تَذُكُر ءَايَٰتِ بدء ٱلۡخَٰلۡقِ [ ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا ( ٢٧ ) رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا ( ٢٨ ) وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا ( ٢٩ ) وَٱلۡأَرۡضَ بَعۡدَ ذَٰلِكَ دَحَىٰهَآ ( ٣٠ ) ] 
 
 إن هَٰذِهِ الَأٓيَٰةَ لتتحدث صراحة عَن خَلۡقِ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ بمجرد أن رفعت ٱلسَّمَآءَ عَن ٱلۡأَرۡضَ فِي ٱلۡيَوۡمِ الأوَّلِ 

 وَقَبۡلَ أن تُخۡلَق ٱلشَّمۡسَ بأَيَّامِ وَقَبۡلَ حَتَّىٰ أن تهيأ ٱلۡأَرۡضَ  بِهَٰذِهِ الهيئة 

 وَفِي قَوْلَهُ تَعَٰلَى بَعۡدَ الحديث مباشرة عَن رفع ٱلسَّمَآءَ عَن ٱلۡأَرۡضِ ( إذ كانتا ملتصقتين ) {  وَأَغْطَشَ لَيْلَهَا وَأَخْرَجَ ضُحَاهَا }  

 فَهَٰذِهِ الَأٓيَٰةَ لَا تَذُكُر شَمۡسَاً ولَا قَمَرَاً وإِنَّمَا تَذُكُر غَطْشَاً  لِلَّيۡلُ وَأَخۡرَاجَا للضحى 

 ثُمَّ يَذُكُر تَعَٰلَى { وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَٰلِكَ دَحَاهَا ٣٠ } النازعات بَعۡدَ أن تَمَ ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارَ كَانَ قَبۡلَ دَحِوَ الْأَرْضَ ( تهيئة الْأَرْضَ للمعيشة ) 

 فبمجرد أن تم فتق ( فصل ) ٱلسَّمَآءَ عَن الْأَرْضِ أَغۡطَشَ الله لّيۡلَ ٱلسَّمَآءِ وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا وَلَيۡسَ لِلْأَرْضِ هُنَا أي ذِكِر 

كَمَآ يَتَوَهَم أَهۡلِ الْأَرْضِ الآن من ٱلۡمُؤۡمِنِينَ وَغَيۡرَهُم أن الْأَرْضَ هِيَ ٱلَّتِي تحدث ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ بدورانها 

 وَلَعَلَّ مَا يُؤَكِّدُ ذَٰلِكَ مَا ورد بِأَوَّلِ سُورَةٌ الأنعام من قَوْلَهُ تَعَٰلَى [ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ ١ ١ ] 

 وَقَدۡ ورد عَن وهب بن منبه أن أَوَّلَ التَّوْرَاةَ هُوَ أَوَّل سُورَةٌ  الأنعام وَهُوَ مَا نجد أثره بِٱلۡفَعِلُ فِي التَّوْرَاةَ الموجودة بَيۡنَ  أيدينا الآن وَأَوَّل ءَايَةَ فِيهَا 

{ ( ١ ) فِي البدء خَلَقَ الله ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ  ( ٢ ) وكانت ٱلۡأَرۡضَ خربة وخالية، وَعَلَىٰ وجه الغمر ظلمة وروح الله يرف عَلَىٰ وجه المياه } 

 { ( ٣ ) وَقَالَ الله : لِيَكُنِ نور، فكان نور ( ٤ ) ورأى الله النور أنه حسن. وفصل الله بَيۡنَ النور والظلمة ( ٥ ) ودعا الله النور نهارا، والظلمة دعاها ليلا. وَكَانَ مساء وَكَانَ صباح يوما واحدا } 

 وذَكَرَ الكتاب المقدس خَلۡقُ ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرَ فِي ٱلۡيَوۡمِ الرابع فقال : 

 { وعمل الله المنيرين العظيمين المنير الاكبر لحكم ٱلنَّهَارَ والمنير الاصغر لحكم ٱلَّيۡلَ 

 والنجوم وجعلها الله فِي جلد ٱلسَّمَآءِ لتنير عَلَىٰ ٱلۡأَرۡضِ  ولتحكم عَلَىٰ ٱلنَّهَارِ وٱلَّيۡلِ ولتفصل بَيۡنَ النور والظلمة ورأى الله ذَٰلِكَ انه حسن وَكَانَ صباح ٱلۡيَوۡمِ الرابع } 

ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ خَلۡقِ مستقل وَلَيۡسَ نَتِيجَةٌ شَيۡءٞ أُخَر 

الجزء ٤

 لَقَدۡ أخطأت البشرية كُلِّهَا لِأَنَّهَا تفهم أن ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ من صنع ٱلشَّمۡسُ وَٱلۡقَمَرَ 

 وَإِنَّهُمَا من صنع ٱلۡأَرۡضَ ٱلَّتِي تدور حول نَفۡسَهَا كُلِّ يَوۡمَ مرة وَكُلِّ هَٰذَا غَيۡرِ صَحِيحٌ والكتب المقدسة هِيَ الأصح 

 لَقَدۡ خُلِقَت ٱلشَّمۡسَ وَكَذَٰلِكَ ٱلۡقَمَرَ فِي المرحلة الثالثة من مراحل ٱلۡخَٰلۡقِ وتحديداً فِي ٱلۡيَوۡمِ ٱلسَّادِس 

 أما ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ فَقَدۡ خُلِقَا فِي المرحلة ٱلۡأُولَىٰ كَمَآ قَالَ الله تَعَٰلَى 

وَ تُؤَكِّدُ سُورَةٌ ٱلنَّٰزِعَٰتِ ذَٰلِكَ قَوْلَهُ تَعَٰلَى [ ءَأَنتُمۡ أَشَدُّ خَلۡقًا أَمِ ٱلسَّمَآءُۚ بَنَىٰهَا ( ٢٧ ) رَفَعَ سَمۡكَهَا فَسَوَّىٰهَا ( ٢٨ ) وَأَغۡطَشَ لَيۡلَهَا وَأَخۡرَجَ ضُحَىٰهَا ( ٢٩ ) ] 

 وَأَوَّل سُورَةٌ الأنعام قَوْلَهُ تَعَٰلَى [ ٱلۡحَمۡدُ لِلَّهِ ٱلَّذِي خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ وَجَعَلَ ٱلظُّلُمَٰتِ وَٱلنُّورَۖ ثُمَّ ٱلَّذِينَ كَفَرُواْ بِرَبِّهِمۡ يَعۡدِلُونَ ١ ] 

 إن ٱلظُّلُمَٰتَ وَٱلنُّورَ { ٱلَّيۡلُ وَٱلنَّهَارُ } جَعَلۡهُمَا الله فور خَلَقَ ٱلسَّمَٰوَٰتِ وَٱلۡأَرۡضَ 

 أَيِّ بَعۡدِ الفتق ( الفصل ) بَيۡنَهُمَا مباشرة لِأَنَّ ٱلظُّلُمَٰتَ وَٱلنُّورَ لَيۡسَ من فَعِلُ ٱلشَّمۡسُ وَإِنَّمَا من فَعِلُ الله عز وجل 

 وَ تُؤَكِّدُ ذَٰلِكَ سُورَةٌ ٱلشَّمۡسِ ذاتها وفِيهَا 

قَالَ تَعَٰلَى [ وَٱلشَّمۡسِ وَضُحَىٰهَا ( ١ ) وَٱلۡقَمَرِ إِذَا تَلَىٰهَا ( ٢ ) وَٱلنَّهَارِ إِذَا جَلَّىٰهَا ( ٣ ) وَٱلَّيۡلِ إِذَا يَغۡشَىٰهَا ( ٤ ) ] 

 فٱلنَّهَارِ هُنَا هُوَ ٱلَّذِي يجلى ٱلشَّمۡسَ ويوضحها وَلَيۡسَ كَمَآ يَظُنَّ ٱلنَّاسِ أن ٱلشَّمۡسَ هِيَ ٱلَّتِي تصنع ٱلنَّهَارَِ 

 وَٱلَّيۡلُ أيضا هُوَ ٱلَّذِي يَغۡشَىٰ ٱلشَّمۡسَ أَيِّ يغطيها ويسترها وَهَٰذَا مَا تَقُوْلَهُ الَأٓيَٰتِ 

 وَلَٰكِن كَمَآ توضح آيات سفر التكوين من العهد القديم أن الله جَعَلَ المنير الأكبر ( ٱلشَّمۡسَ ) لحكم ٱلنَّهَارَ ولتحكم عَلَىٰ ٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ ولتفصل بين ٱلنُّورَ والظلمة 

 فَقَدۡ تَمَّ ذَٰلِكَ بَعۡدِ خَلَقَ ٱلشَّمۡسَ فَإِنَّهَا جُعِلَت فاصلاً بَيۡنَ ٱلنُّورَ والظلمة وعلامة لَهُمَا 

 فَٱلَّيۡلِ وَٱلنَّهَارِ هُمَا الظلمة وَٱلنُّورَ المخلوقان المستقلان اللذان سيبقيان حَتَّىٰ بَعۡدِ فناء ٱلشَّمۡسَ وَٱلۡقَمَرِ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِ 

 واللذان يعمل فِيهُمَا الملائكة ٱلَّتِي فِي ٱلسَّمَٰوَٰتِ رغم عَدَمُ وجود شَمۡسَ وَلَا قَمَرِ في ٱلسَّمَٰوَٰتِ قَوْلَهُ تَعَٰلَى [ يُسَبِّحُونَ ٱلَّيۡلَ وَٱلنَّهَارَ لَا يَفۡتُرُونَ ٢٠ ] الأنبياء 

 واللذان يعمل فِيهُمَا من فِي القبور للأموات رغم عَدَمُ وجود شَمۡسَ وَلَا قَمَرِ فِي ٱلۡأَرۡضِ السفلي 

 يقول تَعَٰلَى [ ٱلنَّارُ يُعۡرَضُونَ عَلَيۡهَا غُدُوّٗا وَعَشِيّٗاۚ وَيَوۡمَ تَقُومُ ٱلسَّاعَةُ أَدۡخِلُوٓاْ ءَالَ فِرۡعَوۡنَ أَشَدَّ ٱلۡعَذَابِ ٤٦ ] غافر 

واللذان يَعۡمَل فِيهُمَا لِأَهۡلِ ٱلۡجَنَّةِ رغم عَدَمُ وجود شَمۡسَ وَلَا قَمَرِ أو حَتَّىٰ وجود سَمَٰوَٰتِ أو أَرۡضِ قَوْلَهُ تَعَٰلَى [ لَّا يَسۡمَعُونَ فِيهَا لَغۡوًا إِلَّا سَلَٰمٗاۖ وَلَهُمۡ رِزۡقُهُمۡ فِيهَا بُكۡرَةٗ وَعَشِيّٗا ٦٢ ] مريم 

للحديث بقية بإذن الله

Tags

إرسال تعليق

0تعليقات

Please Select Embedded Mode To show the Comment System.*